عبدالله القواسمة (أبوظبي)

«بصيص من الأمل»، ولكنه يبدو صعباً للتأهل إلى دور الـ16، هكذا حال منتخب فلسطين الذي حصد النقطة الثانية له في الدور الأول في ختام منافسات المجموعة الثانية، عقب تعادله مع الأردن سلباً مساء أمس، وحل «الفدائي» في المركز الثالث بفارق نقطة عن سوريا الذي حل رابعاً، فيما أكد «النشامى» جدارته بالقمة بعد أن وصل إلى النقطة السابعة بفارق نقطة أيضاً عن أستراليا «الوصيف» وله 6 نقاط، ولن يعرف فلسطين مصيره سواء بالتأهل إلى دور الستة عشر أو الخروج من البطولة، إلا مع نهاية جميع مباريات دور المجموعات.
ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني بكل مجموعة من المجموعات الست إلى دور الستة عشر، بجانب أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث.
وانضم منتخب أستراليا إلى نظيره الأردني في العبور إلى دور الستة عشر بعد فوزه على سوريا 3 - 2 في المباراة الأخرى بالمجموعة ذاتها، حيث احتل الفريق المركز الثاني في المجموعة.
على الطرف الآخر، نجح منتخب الأردن بقيادة الحارس المخضرم عامر شفيع، وعبر اللعب المتزن البعيد عن أي ضغوطات في القضاء على محاولات منتخب فلسطين خاصة في الشوط الثاني، لينجح «النشامى» في الحفاظ على شباكه نظيفة للمباراة الثالثة على التوالي في النهائيات، وهي المرة الأولى التي يصعد فيها الأردن إلى الدور الثاني بعد نسختي 2002 و2011 متصدراً للمجموعة ضارباً بكل الآراء التي توقعت خروجه من الدور الأول.
وشهدت المباراة حضوراً جماهيرياً غفيراً اتحدت فيه «الكوفيتان» الفلسطينية والأردنية على المدرجات، لتعبر عن مدى التلاحم ما بين الشعبين الشقيقين في مشهد رائع، وتعتبر المباراة ورغم خلوها من الأهداف، إحدى أجمل مواجهات المنتخبين في الآونة الأخيرة.
وفاجأ البلجيكي فيتال بوركيلمانز المدير الفني لمنتخب الأردن الجميع، عندما دفع بالتشكيلة الأقوى إلى مجريات المباراة، خلافاً لما أعلنه في وقت سابق عن عزمه إراحة الأساسيين ومنح الفرصة للبدلاء، في حين عانت التشكيلة الأردنية من 3 غيابات اضطرارية، تمثلت في موسى التعمري بسبب تلقيه إنذارين في الجولتين الأولى والثانية، إلى جانب يوسف الرواشدة وسالم العجالين اللذين يعانيان من الإصابة.
وتعد المرة الأولى التي يعلن فيها فيتال عن المشاركة بتشكيلة بديلة، قبل أن يتراجع عن القرار، ويدفع بالتشكيلة الأساسية، علماً أن المباراة شهدت حضور عدد من خبراء اللعب النظيف، والذين تواجدوا على مدار التسعين دقيقة، لدراسة طرق لعب المنتخبين.
ويخوض الأردن مباراة دور الـ16 على ستاد آل مكتوم بمدينة دبي يوم الـ20 من الشهر الحالي في انتظار تحديد المنتخب الذي يلاقيه، وضمن أفضل منتخبات تحتل المركز الثالث من المجموعات الأولى والثالثة والرابعة.

نور الدين: مصيرنا خرج من أيدينا!
أبدى الجزائري نور الدين ولد علي، المدير الفني لمنتخب فلسطين، سعادته بالمستوى الذي قدمه «الفدائي»، مشيداً بالروح القتالية للاعبين، برغم حسرته على عدم التسجيل في لقاء الأردن مساء أمس، وجمع نقطتين فقط من ثلاث مباريات، معرباً عن تفاؤله في التأهل، بحكم استمرار الحظوظ حتى الآن، قبل نهاية بقية المباريات في المجموعات الأخرى
وقال: «بالأمس كان مصيرنا بيدنا، واليوم مصيرنا بيد الآخرين، قدمنا مباراة جيدة، وكنا الأقرب إلى الفوز، بحكم الفرص العديدة التي صنعناها، إلا أن الحظ عاندنا، كما أن الخبرة تلعب دوراً كبيراً في هذه البطولات، واللاعبون تنقصهم بعض الخبرة، لكنها ليس عذراً، وقدمنا مستوى متميزاً أمام سوريا والأردن وحصدنا نقطتين، وحتى في مواجهتنا أمام أستراليا كان مستوانا جيداً، لكننا تلقينا أهدافاً بسبب الأخطاء الفردية التي يمكن أن تحدث أمام أي منتخب».
وأضاف: «حسابياً لم نخرج بعد، ولهذا نواصل برنامجنا الاعتيادي، ونستعد بوصفنا متأهلين، وخلال اليومين القادمين يتحدد تأهلنا من عدمه، وإذا صعدنا فإننا جاهزون لأي مباراة، وفي حال خروجنا فإن هذا مكتوب لنا، المهم أن (الفدائي) قدم كل ما لديه، وكان نداً قوياً، خصوصاً أنه لعب في مجموعة تضم أستراليا حامل اللقب، وسوريا الذي وصل إلى ملحق المونديال، والأردن الذي يعيش فترة متميزة».

فيتال: تفوقنا على «السيناريو المجنون»
أشاد البلجيكي فيتال بوركيلمانز المدير الفني لمنتخب الأردن، بالروح التي تحلى بها «النشامى»، رغم ضمان تأهله إلى الدور الثاني لكأس آسيا، مشيراً إلى أنه سعيد للمعنويات العالية التي تحلى بها اللاعبون طوال التسعين دقيقة، وأمام منتخب فلسطين الذي كان يحتاج إلى الفوز.
وقال فيتال: قدمنا مستوى جيداً، قبل المباراة لم نكن بحاجة إلى النقاط، حتى نضمن المركز الأول، وسعادتي بالنتائج وحصد 7 نقاط وتصدر المجموعة، وخوض ثلاث مباريات، من دون تلقي أي هدف، ولو أي شخص فكر بهذا السيناريو، قبل خوض البطولة يقولون عنه «مجنون»، إلا أننا نجحنا في ذلك، بفضل الرغبة والتركيز لدى اللاعبين الذين يطمحون إلى نتائج إيجابية في أي مباراة.
وعن عدم إراحة الأساسين، رغم ضمان التأهل، قال: أنا المدرب وأقرر من يشارك من عدمه، واللعب بتشكيلة كاملة مغايرة أمر ليس جيداً للجميع، لكننا خضنا المباراة بغياب ثلاث لاعبين، والبدلاء قدموا مستوى جيداً، وجميع من شارك أثبت وجوده في الملعب، وغيرنا النهج التكتيكي في المباراة، وأعمل على تجربة خطط تكتيكية عدة، حتى يملك اللاعبين المرونة التكتيكية التي يمكن أن نحتاج إليها حسب بعض مجريات المباريات والمنافسين الذين نواجههم، لا أعتقد أنني أفضل منتخب معين في الدور الثاني، ونحن جاهزون لأي منافس، سواء كان قوياً أم متوسطاً أم ضعيفاً.